الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الجدة كهرمانة



الجدة كهرمانة في العقد الاخير من عمرها فهي وحيدة جليسة جدران الزمان تغيرت ملامحها واصبحت عجوز تتعجز علي عصا الالام لا احد يعلم ماسر وحدتها ولكن الجميع يعلم انها وفنجان القهوة لا يفقترقان  تطل من شرفتها صباحا وتدندن بأعذب الالحان كأنها وتجلس وبيدها راوية تقراها ومعها فنجان القهوة تتلذذ بأستحائه كأن تحدثه فبينهم لغة غريبة من عبق الزمان كانت دائما تصر علي قرائته والصبح كل من حولها يأتي اليها ليحتسي معها فنجان القهوة فكان له مذاق خاص فكانت تمسك بالفنجان عكس عقارب الساعة فهي لغز لا يستطيع احد فك طلاسمه  ولكن الحديث معها يشعرك بأنك امام قصيدة كتبها شاعر واختار كلماتها بأمتعان 
او رواية شيقة تريد ان تعرف نهايتها دون انتظار الاوان ........
وفي يوم من الايام دق باب الجدة كهرمانة واذا بفتاة صغيرة لا تتعدي العشرين جاءت مهروله وبعيونها حزن دفين فقالت لها مابكي قالت اريد ان احتسي القهوة برفقتك
قالت اتفضلي مااسمك قالت سائلة 
ابتسمت الجدة كهرمانة وقالت اهلا وسهلا 
وبدأو يتبدالوا اطراف الحديث ويتذوقا القهوة 
وطلبت سائلة من الجدة ان تقرأ لها الفنجان 
وفضحكت الجدة وقالت المستقبل بيد الله
لا جدتي اريد ان اعملم مايخبأه الزمان 
فقالت انتي من ترسمي حياتك 
وليس غيرك لا تنتظري عاصفة تأتي لتتحركك بل اختاري انتي ان تكوني ابتسمي تجدي السعادة بداخلك لا تجعلي من الحزن عباءة ترتديها لمجابهة الزمان لا ترتجفي من الخوف اقهري مابداخلك اسبحي في عالم الامل لتكوني ياسائلة رحيق الاماني وعطر الاحلام 
ابتسمت سأئلة وقالت في كلماتك سحر يريح القلب والوجدان 
شكرا جدتي وسوف اتي لك لحتسي القوة من يدك 
قالت الجدة تفضلي في اي وقت ياسائلة 
واستدارت الجدة وذهبت لطقوسها اليومية والبقية تاتي اذا سمح الزمان